مقدمة:
لقد فطر الله تعالى عباده على النظر والتأمل في أسرار هذا الكون؛ ولذلك نجد الإنسان في كل زمان ومكان يمعن النظر في هذا الكون ويحاول أن يوجد تفسيراً لكثير من هذه الظواهر الكونية.
ولأن الإسلام هو دين الفطرة؛ فقد دعانا الله تعالى في كتابه العزيز للنظر والتفكر في هذا الكون, وجعل ذلك من الطرق الموصلة إلى الإيمان بالله عز وجل, قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾[الأنعام: 75], واليقين هو أعلى مراتب الإيمان.
ومن المخلوقات التي أُمِرنا بالنظر والتفكر فيها الإبل, بل قدمها الله تعالى على السماوات والجبال والأرض؛ إما لأنها أكثر قرباً إلينا من غيرها, وإما لعظيم خلقها وعجيب صفاتها, قال تعالى: ﴿أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ *وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ *وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ*وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾[الغاشية: 17-20].
وقد أعطى الله تعالى الإبل كثيراً من الخصائص التي تتميز بها عن كثير من الحيوانات الأخرى, وفي هذا البحث سنسلط الضوء على إحدى هذه الصفات الهامة, وهي القدرة العلاجية الموجودة في بول الإبل, وهذا ما أثبتته التجارب الطبية والنتائج المخبرية, ولا يزال العلم يكتشف الكثير من هذه النتائج, وسنذكر في هذا البحث السبق العلمي للسنة النبوية في الإرشاد إلى التداوي بأبوال الإبل, ونوضح وجه الإعجاز في ذلك.
الإرشاد إلى التداوي بأبوال الإبل في السنة النبوية:
جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن نفراً من عكل ثمانية قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام فاستوخموا الأرض وسقمت أجسامهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: «ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من أبوالها وألبانها» فقالوا: بلى, فخرجوا فشربوا من أبوالها وألبانها فصحوا فقتلوا الراعي وطردوا الإبل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهم فأدركوا فجيء بهم فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا(1).
ومعنى (استوخموا): أي استثقلوها ولم يناسبهم سكناها(2), وفي رواية البخاري (فاجتووا المدينة) ومعنى ذلك: أنهم كرهوا الإقامة بها لأنهم تضرروا من البقاء فيها(3), ومما يزيد المعنى وضوحاً الرواية التي جاء فيها أنهم (استوحشوا المدينة)(4), والسبب في ذلك كله كما بينته بعض الروايات أنهم كانوا أهل بادية وأما المدينة فقد كانت بلدة زراعية(ريف) وفيها شيء من التمدن(5).
وهذا الحديث يفيد أن هؤلاء الأعراب لما قدموا المدينة أصيبوا بالمرض, ورجح ابن حجر أنهم قدموا وهم مرضى فازدادوا مرضاً(6), وتذكر بعض الروايات أن ألوانهم كانت مصفرة(7), وكان بهم هزال شديد(, وأن بطونهم كانت متضخمة(9)-وهذه هي أعراض داء الاستسقاء- فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يخرجوا إلى خارج المدينة ويلحقوا بإبل الصدقة ويشربوا من أبوال الإبل وألبانها, فلما فعلوا ذلك صحت أبدانهم وصلحت بطونهم وذهب عنهم ذلك السقم.
ومما جاء في التداوي بأبوال الإبل أيضاً, ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم»(10), ومعنى (الذربة بطونهم): الذَّرَبِ هو الدَّاءُ الذي يَعْرِضُ للمَعدة فلا تَهْضِمُ الطَّعامَ ويَفْسُدُ فيها ولا تُمْسِكُه(11), أي هو فساد المعدة حتى لا يثبت الطعام فيها(12), وقيل من معانيها: الغُدّة(13), والذِّرْبُ: دَاءٌ يكونُ في الكَبِدِ بَطِيءُ البُرْءِ(14), وجاء في تاج العروس: الذَّرَبُ : فَسَادُ الجُرْحِ واتّسَاعُهُ يقال : ذَرِبَ الجُرحُ ذَرَباً فهو ذَرِبٌ ,فَسَدَ واتَّسَعَ ولم يَقْبَلِ البُرْءَ والدَّوَاءَ, والذَّرَبُ هو سَيَلاَنُ صَدِيدِه أَي الجُرْحِ(15).
وهذا الحديث يرشد إلى استعمال أبوال الإبل في التداوي من أمراض المعدة والكبد والأورام السرطانية, والجروح التي لا تستجيب للعلاج بسرعة.
حكم التداوي بأبوال الإبل:
أجاز جمهور العلماء التداوي بأبوال الإبل, وهم الحنفية والمالكية والحنابلة وجمهور الشافعية وابن تيمية والشوكاني(16), ومنع منه بعض الشافعية وأبو حنيفة(17), والصحيح هو جواز التداوي بها لطهارتها, وقال ابن تيمية: ولست أعلم مخالفاً في جواز التداوي بأبوال الإبل(18), وجاء في تفسير ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى: ﴿وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ﴾[يس: 73], أنه قال: (وَمَشَارِبُ) أي: من ألبانها وأبوالها لمن يتداوى، ونحو ذلك(19).
حقائق علمية مدهشة في الجهاز البولي للإبل:
قبل أن نسرد الفوائد العلاجية لبول الإبل لابد أن نشير لمسألة هامة, وهي أن الكليتين في الإنسان وفي سائر الحيوانات تعمل على طرد مادة البولينا (اليوريا) وطرحها في البول, بينما يختلف الأمر كلياً في الإبل, فكليته لها القدرة على التحكم في إخراج اليوريا مع البول, والقدرة الأكثر عجباً هي أن الكليتين لا تكتفي بمنع خروج اليوريا مع البول فقط بل تخلصانها من البول وتعيدها إلى الدم حتى تعود إلى المعدة بآلية عجيبة ليتم تصنيعها داخل المعدة وإنتاج البروتين, وهذه الصفة خاصة بالإبل, ولها أهمية كبيرة في تحمل الإبل للجوع, وبذلك تصبح المادة السامة (اليوريا) مصدراً غذائياً جيداً عند الإبل حيث يضاف ذلك البروتين المصنّع في المعدة إلى النباتات الفقيرة بالبروتين والتي لا يوجد غيرها في المراعي, وخاصة في سنوات القحط والجفاف(20).
وعند زيادة كمية اليوريا عن حاجة الإبل فإن الكمية الزائدة من اليوريا تخرج مع البراز ولا تعود إلى الكليتين(21), وهذا الأمر يجعل بول الإبل خالياً من الأضرار الناتجة عن تناول المادة السامة (اليوريا).
ومن الأمور التي يتميز بها بول الإبل:
1-الملوحة العالية:
إن بول الإبل يتميز بصفة عجيبة تميزه عن سائر الأبوال الأخرى حيث ترتفع نسبة ملوحته إلى درجة عالية ويُحس بها أثناء التذوق له, وقد جذبت تلك الصفة أنظار الباحثين حيث وضحت إحدى المراجع بأن الإبل تستطيع تكوين بول أكثر تركيزاً من الحيوانات الأخرى بالإضافة إلى قدرتها على طرح الأملاح بتركيز يفوق تركيز أملاح ماء البحر وقد يصل إلى الضعفين .
كما وضحت إحدى المراجع أنه يمكن تقليص كمية بول الإبل لأصغر نسبة طرح البول حيث تصل إلى درجة نقاط على شكل بلورات من الملح.
وعليه فإن ملوحة بول الإبل المرتفعة تؤدي دوراً فعالاً في القضاء على بعض مسببات الأمراض كالبكتريا والفطريات .
2-انخفاض اليوريا :
يتميز بول الإبل بانخفاض اليوريا بدرجة تفوق بول سائر الحيوانات الأخرى حيث وضحت المراجع بأن الإبل تمتلك خاصية إعادة تدوير اليوريا بدرجة عالية حيث تعيدها إلى أجسامها للاستفادة منها من جهة ومن جهة أخرى حتى لا تضر اليوريا المستخدمين لبول الإبل بشربه للعلاج .
3-النباتات التي يتغذى عليها الإبل:
من الحكمة الإلهية أن الإبل تتغذى على النباتات بطريقة مختلفة عن سائر الحيوانات الأخرى بسب خلقها المتميز بإذنه تعالى, لذا فإنها تتغذى على نباتات مختلفة بالإضافة إلى أن خفافها تحملها إلى مناطق بها نباتات لا تستطيع غيرها من الحيوانات الوصول إليها, كما أن طريقة تغذيتها بقضمها من كل نبات قضمة أيضاً يُظهر حكمة إلهية لإظهار تنوع المواد الفعالة المتواجدة في النباتات في أبوالها وسيحصل عليها الإنسان جاهزة في أبوالها بدلاً من محاولة فصلها بالطرق الشاقة والمكلفة من قبل الإنسان.
4-البكتريا:
تم عزل بكتريا من بول الإبل وأثبتت التجارب البحثية بأن تلك البكتريا تمتلك قدرة عالية على مكافحة بعض الميكروبات الممرضة شملت البكتريا الفطريات والخميرة الممرضة, وهذه البكتريا ستضفي على أبوال الإبل دوراً في العلاج سواء عن طريق المكافحة الحيوية لمسببات الأمراض أو عن طريق ما تفرزه من مضادات حيوية(22).
القدرة العلاجية لبول الإبل في ضوء الاكتشافات العلمية الحديثة:
استطاع العلم أن يتوصل إلى كثير من الحقائق العلمية التي كانت غائبة عن أذهان الناس وعن معارفهم إلى وقت ليس بالبعيد, فمن خلال الاكتشافات الطبية والنتائج المخبرية توصل العلماء إلى كثير من الفوائد العلاجية في أبوال الإبل, ولا يزال البحث مستمراً إلى يومنا هذا, ومما جاء في ذلك:
1- بول الإبل يعالج أنواعاً من السرطان:
أجريت تجربة علمية ومخبرية في كلية الزراعة في جامعة الكويت وذلك بالتعاون مع مكتب الطب الإسلامي في الكويت عام 1988م, حيث أجريت في هذه التجربة عملية حقن نباتات مسرطنة بتراكيز مختلفة من بول الإبل, وذلك بغرض إمكانية تثبيط نمو الخلايا السرطانية ببول الإبل. وهذه الدراسة استندت إلى أن البدو في الكويت والصحراء العربية يعالجون السرطان ببول الإبل.
وقد خلصت هذه التجربة إلى أن بول الإبل قد أوقف نمو الخلايا السرطانية بعد عدة أسابيع من استعماله وأنه يمكن أن يفيد في علاج سرطان الجهاز الهضمي وسرطان الدم(23).
2- بول الإبل علاج نافع لداء الاستسقاء وأمراض الكبد:
من التجارب الجيدة في ذلك التجارب التي أجراها عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة السودانية البروفسور أحمد محمد أحمداني, وقد أجريت على (25) مريضاً, حيث جرى تشخيص لأكباد المرضى قبل بداية الدراسة بالموجات الصوتية، وتم اكتشاف أن كبد خمسة عشر مريضاً من الخمسة وعشرين مريضاً في حالة تشمع، وبعضهم كان مصاباً بتليف الكبد بسبب مرض البلهارسيا، وطريقة العلاج كانت عن طريق إعطاء جرعة يومية محسوبة من بول الإبل (بمقدار 150مل) مخلوطة مع لبنه, وقد استجاب جميع المرضى للعلاج باستخدام بول الإبل، وبعد خمسة عشر يوماً من بداية التجربة انخفضت بطون أفراد العينة وعادت لوضعها الطبيعي، وشفوا تماماً من الاستسقاء(24), وبعض أفراد العينة من المرضى استمروا برغبتهم في شرب جرعات بول الإبل يوميّاً لمدة شهرين آخرين، وبعد نهاية تلك الفترة أثبت التشخيص شفاءهم جميعاً من تليف الكبد, وقال البروفسور أحمداني في ندوة نظمتها جامعة الجزيرة: إن بول الإبل يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم، كما يحتوي على زلال ومغنسيوم، إذ إن الإبل لا تشرب في فصل الصيف سوى أربع مرات فقط ومرة واحدة في الشتاء، وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها لاحتفاظه بمادة الصوديوم، إذ إن الصوديوم يجعلها لا تدر البول كثيراً؛ لأنه يرجع الماء إلى الجسم, وأوضح أن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال، أو في البوتاسيوم، وبول الإبل غني بهما, وأشار إلى أن أفضل أنواع الإبل التي يمكن استخدام بولها في العلاج هي الإبل البكرية (25).
3- بول الإبل ودوره في علاج أمراض الجهاز الهضمي:
من التجارب الحديثة في ذلك التجربة التي أجرتها الدكتورة سناء أحمد خليفة, حيث قامت تجربتها على دراسة التغيرات النسيجية المرضية في أمعاء الأرانب والتي تظهر عند إصابة الحيوانات ببكتريا القولون Escherichia Coli (E.Coli) ثم دراسة تأثير المعاملة بعقار الباكتريم Bactrim ( TMP-SMZ ) وأيضاً بأبوال الإبل على الأنسجة المصابة وذلك من خلال تتبع التغيرات النسيجية والخلوية والكيمياء نسيجية بتلك الأنسجة ولمعرفة القيمة العلاجية لكل منها .
وأظهرت هذه التجربة المقدرة العالية لبول الإبل في القضاء على هذه البكتريا وإيقاف الإسهال, مع ملاحظة عدم وجود أي آثار جانبية سلبية على الأرانب التي عولجت ببول الإبل. وخلصت الدكتورة سناء خليفة في نهاية تجربتها إلى أن بول الإبل له فعالية عالية ضد الميكروبات الممرضة والتي تسبب أمراضاً مختلفة للإنسان والحيوان والنبات, وأنه يمكن استخدام بول الإبل كمضاد فعال ضد الإسهال للإنسان والحيوان(26).
4- بول الإبل وعلاج الأمراض الجلدية:
أثبتت التجارب الحديثة قدرة بول الإبل في علاج بعض الأمراض الجلدية, فقد قامت الدكتورة أحلام العوضي بتجربة في عام 1998م على بعض الأشخاص لعلاجهم بأبوال الإبل وتم علاجهم من عدد من الأمراض الجلدية بالإضافة إلى الجروح(27).
وذكرت الدكتورة أحلام أن بول الإبل استخدم لعلاج السعفة (التينيا) والدمامل والجروح التي تظهر في جسم وشعر الإنسان سواءاً في الرأس أو الوجه بالإضافة إلى علاج القروح التي تكون يابسة أو رطبة يسيل منها الصديد(28).
5- اكتشاف مضاد حيوي ذو فعالية عالية من بول الإبل:
توصلت منال القطان من خلال أطروحتها التي أشرفت عليها الدكتورة أحلام العوضي عام 2002م إلى مستحضر طبي من بول الإبل, وتمت تسميته (أ- وزرين), وأثبتت التجارب المعملية بأن بول الإبل في صورته الطبيعية حتى لو صيغ في صورة مستحضر طبي ظهرت له فعالية عالية للقضاء على الفطريات، والبكتريا والخميرة المسببة للأمراض الجلدية, وأثبت المستحضر فعالية في علاج العديد من المتطوعين خاصة أن منهم من لم يفلح معهم العلاج الطبي بصورة فعالة وهي حالات إصابة الأظافر بالفطريات والخميرة، كما كان للمستحضر دور فعال في علاج الجروح ،الشقوق الشرجية، الحساسية، والدمامل(29).
ومن مزايا المستحضر كما تقول الدكتورة أحلام: أنه غير مكلف، ويسهل تصنيعه، ويعالج الأمراض الجلدية: كالإكزيما، والحساسية، والجروح، والحروق، وحب الشباب، وإصابات الأظافر، والسرطان، والتهاب الكبد الوبائي، وحالات الاستسقاء، بلا أضرار جانبية، وقالت: إن بول الإبل يحتوي على عدد من العوامل العلاجية كمضادات حيوية (البكتيريا المتواجدة به والملوحة واليوريا)، فالإبل تحتوي على جهاز مناعي مهيأ بقدرة عالية على محاربة الفطريات والبكتريا والفيروسات، وذلك عن طريق احتوائه على أجسام مضادة(30).
6- بول الإبل يطيل الشعر ويمنع تساقطه ويزيل القشرة:
أجرت الباحثة السودانية منى شيخ إدريس في جامعة الأحفاد للبنات عام 1989م دراسة على بول الإبل؛ والسبب في دراستها هذه أنها وجدت أن النساء البدويات في القبائل التي ترعى الإبل -خاصة في المغرب العربي- يغسلن شعرهن بصورة منتظمة ببول الإبل الذي يعمل كمنظف يزيل القشرة، ويمنع التساقط, ويعتقدن أنه يطيل الشعر. وخلصت دراستها إلى أن بول الإبل يحتوى على قدر عالي من مركبات الكبريت والثيوسلفيت, وهي أهم مكونات الشامبو ومنظفات الشعر بالإضافة إلى تجربة عملية لعلاج مرض الجرب في الجمال ببول الإبل, فتوصلت منى إلى نتائج مذهلة في إنبات الشعر في الجمال التي أصابها الجرب(31).
وتواصل الدكتورة أحلام العوضي في سرد فوائد بول الإبل فتقول: كما أن في بول الإبل علاجاً لأوجاع البطن وخاصة المعدة والأمعاء، وأمراض الربو وضيق التنفس، وانخفاض نسبة السكر في المرضى بدرجة ملحوظة، وعلاج الضعف الجنسي، ويساعد على تنمية العظام عند الأطفال، ويقوي عضلة القلب، ويستخدم كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح، وخاصة بول الناقة البكر، ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه، ولمعالجة مرض القرع والقشرة، كما يستخدم بول الإبل في مكافحة الأمراض بسلالات بكتيرية معزولة منه، وقد عولجت به فتاة كانت تعاني من التهاب خلف الأذن يصاحبه صديد وسوائل تسيل منها، مع وجود شقوق وجروح مؤلمة، كما عولجت به فتاة لم تكن تستطيع فرد أصابع كفيها بسبب كثرة التشققات والجروح، وكان وجهها يميل إلى السواد من شدة البثور، وتقول الدكتورة أحلام أيضاً: إن أبوال الإبل تستخدم أيضاً في علاج الجهاز الهضمي، ومعالجة بعض حالات السرطان، وأشارت إلى أن الأبحاث التي أجرتها هي على أبوال الإبل أثبتت فاعليتها في القضاء على الأحياء الدقيقة كالفطريات والخمائر والبكتريا(32).
هذه هي بعض الفوائد العلاجية لبول الإبل, ولا تزال هناك الكثير من الدراسات العلمية التي تجرى على بول الإبل, وسيكشف لنا المستقبل عن نتائج هذه الدراسات.
وجه الإعجاز:
بعد هذا السرد لهذه الفوائد العلاجية التي توصل إليها العلم الحديث في مجال التداوي ببول الإبل, نعلم أنه لم يبقَ هنالك أي محل لأدنى شك في أن أبوال الإبل لها قدرة علاجية فاعلة على مستويات متعددة, وخصوصاً أمراض الجهاز الهضمي وأمراض الكبد والأمراض الجلدية.
وهذا كله يتوافق مع التوجيهات النبوية والتي أشارت إلى أن أبوال الإبل-من دون سائر الأبوال- لها قدرة علاجية, ولم تكتفي الأحاديث بالإشارة إلى ذلك فقط, بل نجدها تصف بول الإبل لعلاج حالات مرضية معينة, ومن ذلك ما أشارت إليه بعض الأحاديث من أن مجموعة من الناس قدموا المدينة المنورة فأسلموا وشكوا حالتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ووصفت تلك الأحاديث الحالة المرضية التي كانوا فيها, فقد كانت بطونهم متضخمة وألوانهم مصفرة وبهم هزال شديد, وهذه أشبه ما تكون بأعراض مرض الاستسقاء أو التهابات الكبد, فوصف لهم النبي صلى الله عليه وسلم العلاج المناسب لهذه الحالة وهو أن يشربوا من ألبان الإبل وأبوالها, فلما فعلوا ذلك شفوا وصحت أجسامهم. وفي توجيه نبوي آخر نجد أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يصف بول الإبل لأصحاب البطون الذربة, فيقول صلى الله عليه وسلم: «إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم»(33), وتشير المعاجم إلى أن (الذرب) هو الإسهال, وبعضها تقول أنه مرض في الكبد بطيء البرء, وقيل أيضاً أنه الغدد, وقيل الجروح التي لا تقبل الدواء, أي أن بول الإبل يصلح لعلاج حالات الإسهال وأمراض الكبد بما فيها الأورام, وكذلك الجروح الصديدية, وهذا هو ما كشف عنه العلم الحديث, ولاحظنا ذلك التطابق واضحاً وجلياً من خلال السرد السابق للفوائد العلاجية لبول الإبل, فبول الإبل عالج كل تلك الحالات المذكورة.
فما أعظم هذا التطابق والتوافق بين هذه الأحاديث وبين مكتشفات العلم الحديث, وما كان لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم أن يصف هذا العلاج من تلقاء نفسه, وإنما ذلك وحي أوحاه الله تعالى إليه.
وهذا هو الوحي الإلهي الذي جاء سابقاً لكل العلوم الحديثة, ففي الوقت الذي يرشد فيه الناس إلى ما يصلح أبدانهم نجده يرشدهم إلى ما يصلح أمور دنياهم وآخرتهم على حدٍ سواء.
الجمعة يونيو 18, 2021 1:56 am من طرف صطوف أبو محمد
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 11:32 pm من طرف أبو الخير
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 11:24 pm من طرف أبو الخير
» عالم الرجل يختلف عن عالم المرأة اختلافا كليا ........ كيف ولماذا
الجمعة يونيو 04, 2021 11:06 pm من طرف أبو الخير
» دور المرأة في بناء الاسرة الفاضلة
الجمعة يونيو 04, 2021 11:03 pm من طرف أبو الخير
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 9:40 pm من طرف صطوف أبو محمد
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 5:13 am من طرف صطوف أبو محمد
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 5:04 am من طرف صطوف أبو محمد
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 4:04 am من طرف صطوف أبو محمد