الرئيس محمد مرسى أستقبل بقصر الاتحادية،
وفداً من الفنانين والأدباء المصريين، على رأسهم عادل إمام ومحمد منير
ومحمد صبحى ويوسف شعبان وعزت العلايلى وسامح الصريطى، ورؤساء النقابات
الفنية مسعد فودة نقيب السينمائيين وأشرف عبد الغفور نقيب الممثلين وإيمان
البحر درويش نقيب الموسيقيين، والشعراء أحمد عبد المعطى حجازى وفاروق
جويدة.
واستمع الفنانون إلى كلمة الرئيس محمد مرسى ووجهة نظره تجاه الفن
والإبداع، ورؤيته حول الحياة الفنية المصرية، حيث تناقش معه الفنانون فى
عدة قضايا، على رأسها “الهجوم الضارى” على الفنانين ورفع القضايا على
المبدعين.

وخلال اللقاء بين الرئيس والفنانين، طالب النجم الكبير عادل إمام ضمانات من
الرئيس بعدم التعرض للفن والإبداع المصرى، وعدم التطاول على الذين حملوا
راية الإبداع والحضارة فى مواجهة سلبيات المجتمع، ولفت إلى أن الفن عالج
أغلب القضايا المزمنة التى تمر بها المجتمعات، بينما أكد الفنان محمد صبحى
أنه شدد على مسألة “الهجوم” على الفنانات من قبل مشايخ الفضائيات، وطالب
الرئيس بالتصدى لهؤلاء الذين يشنون حملات على الفن وأهله صناع الحضارة،
مشيراً إلى أن الرئيس رد على هذا الأمر قائلا، “هؤلاء المشايخ يسيئون
لأنفسهم بتلك التصرفات”.
وصرح الفنان يوسف شعبان أن وفد الفنانين واجه الرئيس خلال اللقاء بكل ما
أثير من أزمات تتعلق بأشخاص الفنانين مؤخراً، وإحالة بعضهم للمحاكم،
موضحاً أن محمد مرسى أكد أن الفن هو مصدر رقى الأمم وتشكيل وجه مصر
الحضارى، ولا توجد دولة ديمقراطية بدون فن وثقافة وحضارة، مؤكداً على دعمه
الكامل للفن والحياة الحضارية.
وأشار شعبان إلى أن الرئيس أجاب عن سؤالنا حول سب مشايخ الفضائيات
للفنانين والنيل من سمعتهم، قائلا، “لم نعط أحداً أى أوامر بالدفاع والرد
عمن يسيئوا إلينا، وهؤلاء المشايخ يسيئون لأنفسهم”، مؤكداً أن مصر دولة
مدنية ديمقراطية.
وأكد النجم أحمد عيد أن اللقاء بين الفنانين والرئيس كان حافلا بعدد من
الموضوعات التى فتح لها مرسى صدره، وأصغى إليها باهتمام بالغ، مؤكدا خلال
لقائه أن مصر ليست دولة مشايخ كما يذهب البعض.
ويضيف عيد، أن رئيس الجمهورية كان متجاوبا ومنصتا لجميع المطالب التى
عرضها عليه الفنانون، حيث أكد على حقهم فى حرية الإبداع والتعبير الفنى
بالصورة السينمائية التى يراها المبدع.
وطالب المخرج خالد يوسف، خلال اللقاء، الرئيس مرسى بالإفراج عن الثوار الذين مازالوا بغياهب السجون المصرية.
وتعهد الرئيس أن يجرى اجتماعات للفنانين، بحيث يكون هناك اجتماع خاص للسينمائيين والفنانين والموسيقيين، كل على حدة.
يشار إلى أن اللقاء حضره وزير الإعلام صلاح عبد المقصود ووزير الثقافة
صابر عرب وممدوح الليثى وشريف منير ومصطفى شعبان وكريم عبد العزيز ومديحة
يسرى وسهير البابلى وصابرين والسيد ياسين وتوفيق صالح وإقبال بركة وخالد
يوسف.
كما قال الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد، إن الدكتور محمد مرسى، رئيس
الجمهورية، أكد فى كلمته خلال لقاءه بعدد كبير من المثقفين والفنانين
والإعلاميين، اليوم، بقصر الاتحادية، على أن مصر لن تكون دولة دينية أو
عسكرية، وستظل دولة مدنية، أن الكتاب والمبدعين والفنانين عليهم أن يستمروا
فى أعمالها، ولا يلتفت أحد منهم إلى ما يثار حولهم أو ضدهم، كما شدد على
أنه لا يسعى إلى التدخل فى أحكام القضاء بالرغم من أحقيته بما يملكه من
صلاحيته فى ذلك.
وأوضح “عبد المجيد” أن اللقاء لم يأخذ الشكل الحوارى، بقدر ما اتسم
بإلقاء كلمات معينة من بعض الأشخاص، مشيرًا إلى أن الرئيس محمد مرسى سأل
الحاضرين عمن يختارونه لإدارة الحوار، فوقع الاختيار على الكاتب محمد
سلماوى، رئيس اتحاد كتاب مصر، والذى ركز فى كلمته على أهمية الثقافة وهوية
الدولة، وأنها القوى الناعمة لمصر، والتى غزت بها العالم العربى والغربى،
ونضال المبدعين من أجل حرية مصر ونهضتها، كما طالب الدكتور محمد صابر عرب،
وزير الثقافة، خلال كلمته، بضرورة إلغاء الرقابة وأية قيود على الإبداع.
وذكر “عبد المجيد” أنه قال لالرئيس محمد مرسى لقد أسعدتنا بأن مصر لن
تكون دولة دينية أو عسكرية، لكن الحاصل أننا نعيش فى شبه دولة دينية منذ
أربعين عامًا إن لم يكن بشكل رسمى، فهناك الآلاف يقومون بالفتوى ويكفرون
الكتاب والفنانين، بينما لدينا مفتى الديار المصرية المعتمد، وأن هذا يسبب
الفرقة بين الناس، مضيفًا، كما طالب “عبد المجيد” بضرورة إلغاء قانون
الحسبة، ليتأكد لنا أنها ليس دولة دينية، فقانون الحسبة يتيح لأى شخص أن
يقاضى عادل إمام أو غيره، متصورًا أنه هو الشخصية التى يمثلها، وأكدت أن
أوروبا فى العصور الوسطى عانت كثيرًا من الحاكم ظل الله على الأرض، ونحن
لدينا آلاف يقومون بهذا الدور، ومن ثم لابد من إعادة النظر فى التعليم،
لتعود إلى المدارس الفرق المسرحية والشعرية والموسيقى مرة أخرى، لتصبح
مكانًا ثقافيا.
وأشار “عبد المجيد” إلى أن الفنان محمد صبحى تحدث عن حرية التعبير وقضية
الفنان فاروق حسنى، وقال برغم خلافى معه إلا أننى لا أفهم أن وزيرًا يحاسب
بعد 23 سنة على 9 ملايين جنيه، مضيفًا، ولكن مرسى لم يعلق.

كما طالب الشاعر الكبير، أحمد المعطى حجازى، بضرورة عقد مؤتمر يضم كافة
أطياف الشعب، لنحدد معاً آفاق المستقبل، وطالب الفنان خالد يوسف بالإفراج
عن المعتقلين، وقال بأن عددهم يزيد على 12 ألفا، فقال “مرسى” بأن عددهم لا
يزيد عن ألفين، وأنه جار بحث حالتهم، وسوف يفرج عنهم، كما طالب “يوسف”
بالإفراج عن ضباط 8 أبريل، فقال “مرسى” أيضًا بأنه جار بحث حالتهم فى الجيش
وأنه فى خلال أيام سوف تكون هناك أخبار حول هذا الموضوع.

وتحدث السيد ياسين عن الدولة المدنية وأنها هى الدولة الديمقراطية التى
لا يستحوذ فيها فريق على الحكم، وما إن ما حدث من مجلس الشورى فى تشكيل
المجلس الأعلى للصحافة على سبيل المثال لا يؤكد ذلك.