لكن المفاجاة كانت ان الاخر في الدول التي اجريت فيها الدراسات , كان بالدرجة الاولى , الشريك في المواطنة . ابن البلد ذاته , الذي تختلف معه الصحيفة في السياسة , الدين , الفكر ... وطبعا في وجهات النظر .
يمكن القول ان وصف هذة النتيجة بالمفاجاة , غريب على صحافية تعمل في لبنان , الدولة التي شهدت انقساما سياسيا حادا وغير مسبوق في السنوات الخمس الاخيرة . وهي الدولة التي شهدت وسائل اعلامها حربا كلامية عنيفة , اتفق كثير من الباحثين على وصفها بالحرب الاهلية غير المسلحة , على الرغم من ذالك , يبقى من المفيد تكرار القول ان النتيجة كانت مفاجاة .
النتيجة مفاجاة وبنيوية , لان معرفة الذات تقوم بشكل كبير على معرفة الاخر الذي يفترض انه يشكل نقيضنا حتى ولو وجدنا نقاطا لتلاقي معه . ولان تحديد هوية هذا الاخر يساعدنا على تشكيل الهوية الفردية والوطنية , وحتى على تجديد سلم القيم . المفاجاة ليست في اعادة اكتشاف تدني مستوى الخطاب الاعلامي , ومهارة كل فريق في ايجاد ابشع الصفات ليطلقها على الاخر , بل في ان كلا منهم يدعي ان ما يقوم به من كشف لللاخر هو مهمة وطنية .
نحن هنا لسنا امام مجرد رفض للاخر _المواطن ,بل نفي له , من خلال وصفه بالاوصاف التي نطلقها عادة على الاخر_ العدو او الاخر _ الغربي . اي انه عوض الارتقاء في الخطاب باتجاه الاعتراف بالاخر _ غير العدر , نعمد الى نفي الشريك في الوطن . وعندما تكون هذه هي النتيجةا انذاك يجب قرع ناقوس الخطر . وهذا ما حاولت الدراسات ان تفعله من خلال تسليط الضوء على العناوين الرئيسية التي احدثت شرخا في المجتمعات , وجعلت بعض الفئات تطلق على الاخر صفات دونية لتنزع عنها الشرعية الوطنية والاجتماعية ... وحتى الدينية .
ملاحظة ثانية , هي ان الخطاب التخويني والتكفيري , ورد في وسائل الاعلام الجماهيرية . اي انه حظي بانتشار واسع في اوساط المواطنين الذين لم يكن بد لهم من ان يتاثروا بما يرد فيه , مهما كان حجم هذا التاثبر .
وهنا يبرز دور وسائل الاعلام , الذي يفترض من حيث المبدا ان يكون خبريا , موضوعيا وتحليليا يحترم عقل القارئ ولا يلعب على غرائزه , بل ان المطلوب من وسائل الاعلام بما يسمى باوقات الازمات , المزيد من التحلي بروح المسؤولية . لكن النتيجة كشفت ان الجرائد , وغيرها من وسائل الاعلام , شكلت احد اسلحة الحرب المستعملة لتشويه صورة الطرف الاخر .
لكن هذه الملاحظة ليست جديدة على وسائل الاعلام العربية , وتكشف الدراسات التي عرضت في معظمها و لتاريخ تطور الصحافة في كل دولة و والقوانين التي ترعاها , صعوبة التفائل بوضع افضل , فالممارسة اثبتت ان الصحافة لا تزال بنظر السياسيين وسيلة من وسائل الوصول الى السلطة والاستمرار فيها , وليست مهمنة لها قواعد وشروط ... ومواثيق اخلاقية يفترض الالتزام بها وهذا ما لم تغفله الدراسات المرفقة و بل ان بعضها طالب به و وقدمه حلا للخروج من الوضع الحالي .
الجمعة يونيو 18, 2021 1:56 am من طرف صطوف أبو محمد
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 11:32 pm من طرف أبو الخير
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 11:24 pm من طرف أبو الخير
» عالم الرجل يختلف عن عالم المرأة اختلافا كليا ........ كيف ولماذا
الجمعة يونيو 04, 2021 11:06 pm من طرف أبو الخير
» دور المرأة في بناء الاسرة الفاضلة
الجمعة يونيو 04, 2021 11:03 pm من طرف أبو الخير
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 9:40 pm من طرف صطوف أبو محمد
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 5:13 am من طرف صطوف أبو محمد
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 5:04 am من طرف صطوف أبو محمد
» مركز صطوف للطباعة والاعلان
الجمعة يونيو 04, 2021 4:04 am من طرف صطوف أبو محمد